فملك تونس من أبي الفضل المريني الماضي خبره. وعاد ملك إفريقية إلى حفص كما كان، وبطل منها [حكم] (?) بني مرين.
وفيه وردت مكاتبات دلنجي نائب غزّة بأنّ العربان تفرّقوا ببلاد الشرقية والغربية، فرسم بالكبس عليهم حيث ما وجدوا، فتتبّعوا بالبلاد وقبض على زيادة على الثلاثماية رجل منهم، واستولى على نحو الثلاثة آلاف من الجمال لهم، ووجد في جملة ما وجد عندهم ثياب الجند وآلات سلاحهم وحوايصهم، فاستعمل الرجال في العماير حتى هلك الكثير منهم (?).
وفيه خرج عدّة من الأمراء لعدّة من النواحي لكشف الجسور (?).
[125]- وفيه مات شيخ النحو الشهاب العسكري، الأندرشيّ (?)، أبو العباس أحمد بن سعد (بن محمد) (?) بن أحمد الغسّاني، المالكيّ.
وكان عالما، فاضلا، بارعا ماهرا في العربية. قدم من بلاده إلى دمشق فاستوطنها، وانتفع به الناس في العربية. وشرح كتاب «سيبويه» شرحا حافلا في أربع مجلّدات. وله عدّة تصانيف أخر.
ومولده بعد السبعين وستماية.
/ 30 أ / ومن نوادره الغريبة أنه قيل له يوما: إنّ تنكز نائب الشام قتل، وكان ذلك بعد قتله (بنحو) (?) الخمس سنين وولاية غيره من النواب. فقال: ما علمت ذلك. وذلك لشدّة إعراضه (عن) (?) همّ الناس.