محمود بن علي بن أبي الفتح بن الموفّق القاري، الشافعيّ، الخطيب، الواعظ، المذكّر.
وكان فاضلا، خيّرا، ديّنا، واعظا، مقبولا في وعظه.
قرأ «الصحيح» على الزين العراقيّ، ولازم الشيوخ بعد أن قطن القاهرة، وولي خطابة الأشرفية المستجدّة أول ما فتحت.
وكان للناس فيه الاعتقاد الحسن، وكان يقرأ «البخاري» في كل سنة في عدّة أماكن، وله على ذلك المرتّبات كما لولده إبراهيم المتوفّى بعقبة إيلا في سنة تسعمائة (?).
ومولده بعد الثمانين وسبعمائة، رحمهما الله تعالى.
وفيه كان الجمع من الحاج موفورا بعرفات جدا. واتفق أن أمطرت السماء في يوم الوقوف مطرا غزيرا، من وقت الزوال إلى غروب الشمس، مع رعد وبرق هائل، وأشرف فيه بعض الناس على الهلاك.
ويقال له (?) إنه نزلت صواعق فيه هلك بسببها رجلان وامرأة وبعيران (?).
وفيه خرجت تجريدة إلى البحيرة عليها قراقجا الحسني أمير اخور كبير، ومعه ستة من الأمراء (?).
وفيه كائنة الغرّيانيّ (?)، وملخّصها أنه بلغ السلطان أنّ إنسانا قام بجبال نابلس وادّعى أنه المهديّ، واستغوى الكثير من الناس بجبال حميدة، وتمكّن من عقولهم، وانقاد له عشران تلك النواحي واستمالهم ووعدهم ومنّاهم وملأ آذانهم، وادّعى أنه المهديّ أو القحطاني، فراج بينهم وأطاعوه لدهائه وكثرة مكره وحيله وحسن تصرّفه، واجتمع عليه خلق، وانتشر خبره حتى بلغ السلطان، فاستشاط وغضب من غير أن يعلم هو ولا أحد من هو هذا. فبعث بمكاتبة إلى نائب القدس يأمره بالفحص عنه والقبض