عليه، وتتبّع (أحواله) (?). / 98 / فامتثل نائب القدس بالسمع والطاعة، وبعث بإحضار شيخ عربان نابلس، وسأله عن قضية هذا الشخص، فأنكرها وأنه لا يعلم شيء (?) منها، وإنّما اجتاز به إنسان يشبه أن يكون من أهل العلم، معه حمل من الكتب، ووصف هيئته وصفته، وطلب يخفره إلى جبال حميدة ففعل، ثم ما عرفنا من أمره شيء (?).
فبعث إلى السلطان يخبره بذلك، فاستدلّ السلطان من ذاك على أنه الغريانيّ.
وهو إنسان كان قدم من المغرب من مدّة يقال له: محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن، وقطنها. وآل أمره أن صحب جماعة من رؤسائها، وانتقل مالكيا، وولي قضاء نابلس من سنة سبع وثلاثين بعناية ابن (?) البارزي.
وكان قبل ذلك يتعانى المواعيد بقرى مصر ودمياط وبلاد السواحل، وكان كثير المداخلة للناس، مع النادرة وحسن المحاضرة والفكاهة والعشرة والعفّة، ونزاهة النفس، واستحضار الكثير الكبير من التاريخ وغيره. ولازم التقيّ المقريزي مدّة، وتردّد إليه، مع تخليط وتخبيط زائد.
وكان يدّعي السند العالي ومعرفة الحديث، مع مبالغة في الدعوى. ورحل إلى حلب وغيرها. ولا زال حتى وقع منه ما وقع، وكان في قصده وضميره أن يبلغ شأنا عظيما كالمهديّ بالمغرب أو نحوه، فما أراد الله تعالى (له ذلك) (?). وبلغه بطلب الظاهر له، ففرّ من جبال حميدة، وخفي أمره مدّة، ثم ظهر بعد ذلك ومات ببلاد طرابلس بعد الستين وثمانماية، كما ستأتي ترجمته في محلّها إن شاء الله تعالى (?).
وفيه وصل مبشّر الحاج في ثلاثة عشر يوما، وأخبر بالأمن والسلامة، وأنّ الشهر كان هناك بالخميس كما كان بالقاهرة قبل أن يثبت (?).
* * *
وفيها قدم البرهان السّوبينيّ من مكة.