وفيه لما ورد خبر قتل أرغون شاه ارتجّت القاهرة وارتاع الأمراء لذلك، واتّهم بعضهم بعضا، وحلف كلّ من شيخو وبيبغاروس الناس على البراءة من قتله.
وخرج الأمراء إلى ألجيبغا بإعلام مختصرة (?) في قتله بعد الإنكار عليه، وإلى أمراء دمشق بالتفحّص عن هذه الواقعة وكتابة الجواب.
وفي ربيع الآخر عاد ألجيبغا (?) ومعه إياس الذي كان نائب حلب أحد أمراء دمشق إلى طرابلس بعد قتل أرغون شاه، وخيّما بظاهرها، فجاء الخبر من أمراء دمشق إلى أمراء طرابلس بما وقع من ألجيبغا (2) وأن يحترزوا منه، وأنه على أصل الخبر من القاهرة. فإنه كان لما فعل ما فعل أحاط بكثير من موجود أرغون شاه وما حمله إلى قلعة دمشق. / 28 أ / ثم ظهر بعد ذلك أنه احتيال، وزوّر مرسوما على لسان السلطان بما فعله، واعترف كاتب المرسوم أنه أجبر على ذلك، وأنه لما كتب كتبه في أوصال مقلوبة عسى يتفطّن إلى تزويره.
[116]- ثم جرت أمور، وكتب بالقبض على ألجيبغا وإياس، وقبض عليهما بعد أشياء. وحمل ألجيبغا (2) مقيّدا إلى دمشق. ثم أقدم عليه إياس، وسجنا بها حتى ورد الأمر بقتلهما، فأخرجا ووسّطا، وعلّقا على الخشب.
وكان ألجيبغا إذ ذاك حدثا ما (?) طرّ شاربه، له نحوا (?) من تسع عشرة سنة.
[117]- وإياس (?)، وكان من نصارى الأرمن، وترقّى في أيام الناصر محمد بن