وفيه أمر السلطان بعزل نواب الحكم لجميع القضاة، وأن لا يستنيب الشافعي سوى أربعة وكلّ من بقية القضاء ثلاثة لا غير (?).
وفيه طلب السلطان الشيخ شمس الدين الونائي محمد بن إسماعيل بن محمد الشافعي، وكان من معارفه، فقرّره في قضاء الشافعية بدمشق، عوضا عن البهاء بن حجّي، وأنعم عليه بمال وخيل وجمال، وأمر بتجهيزه لعلمه وخيره ودينه (?).
وفيه أفرج عن الزين عبد الباسط ناظر الجيش بعد أن استدعاه السلطان من محبسه فحضر عنده ومعه جماعة من أعيان أهل الدولة، فأنس السلطان إليه، وبالغ في إكرامه، ثم خلع عليه وعلى جانبك مملوكه، ونزل في خدمته الأعيان، وقد اجتمع الناس لرؤيته فرحا به، وسار حتى نزل بخيمة قرب قبّة النصر ليتوجّه إلى الحجاز وأولاده وعياله، وتخلّص من نكبته، وقد حماه الله تعالى فلم يسمع ما يكره.
وكان في مدّة نكبته يتردّد إليه أعيان الدولة من أمراء ومباشرين، ويحمل له السماط من المطبخ السلطاني، وهو في بقيّة مرضه وفي عزّ وكرامة لم يفقد مما كان عليه إلاّ ركوبه. ونزوله فقط، وما علم من رأى من الإكرام في إتمام نكبته والإجلال والاحترام ما رآه الزين هذا.
وكان السلطان قد خلع قبل ذلك على أولاده الثلاثة (?).
وفيه ثارت العامّة بدمياط فقتلوا إنسانا كان نصرانيا اسمه جرجس بن ضو الطرابلسي، وكان قد أسلم / 53 / ثم نهبوا كنائس النصارى، وكانت كائنة كبيرة (?).
وفيه استقلّ الزين عبد الباسط بالمسير إلى الحجاز من البركة بعدما أقام أياما والناس يتردّدون إليه من الأعيان جميعا حتى ولد السلطان والأمراء وجميع المباشرين والقضاة