وفي ربيع الآخر قرّر الشهاب العجلوني في كتابة السرّ بدمشق، وكان موقّعا عند أركماس الظاهري، وكان قد عيّن بهاء الدين عمر بن السفاح مع نظر الجيش، ثم نقض ذلك واستقرّ ابن السفاح في نظر جيش دمشق فقط، عوضا عن الجمال بن الصفيّ الكركي - وكان قد قدم القاهرة (?).
وخرج الأمر لابن حجّي بحضوره إلى القاهرة وإعادة العزّ القدسي إلى مشيخة الصلاحية (?).
ورسم للصلاح خليل بن السابق الحموي كاتب سرّ حماه بأن ينتقل إلى / 52 / نظر جيش حلب عوضا عن ابن (?) السفاح (?).
وفيه وصل العلاء بن خطيب الناصرية الحلبي لأجل سعيه في العود إلى قضاء الشافعية بحلب، فأقام بالقاهرة إلى شعبان، فقرّر في القضاء، وخرج مسافرا ووصل حلب، فلم يلبث أن مات على ما سيأتي بيانه.
وفيه وقّع السلطان حكما عدّ من نوادر الأحكام، وهو أنّ إنسانا ادّعى على آخر دينا عند قاض فسجنه القاضي، وأثبت المسجون أنه يعسر على قاض آخر، فأمر القاضي بإطلاقه، وقامت قيامة ربّ الدّين، ورفع قصّة للسلطان يشكوا (?) القاضي فيها، فأنكر السلطان إخراجه الغريم بغير إعذار ربّ الدّين، وأمر بسجن القاضي المخرج له حتى يدفع لربّ الدّين دينه، وكان مبلغ ثمانية آلاف درهم فسجن بالبرج من القلعة حتى دفع ذلك الدين من ماله (?).