وفيه كثر موت المماليك السلطانية والخدّام والجواري بالقلعة. وداخل السلطان الفزع الشديد والوهم الذي ما عنه ومزيد (?).
وفيه ركب السلطان من قلعته إلى خليج الزعفران وأقام به يومه، وعاد بعد أن فرّق في الفقراء مالاّ، فاتفق أن تكاثر الفقراء على الذي يفرّق حتى سقط عن فرسه، فحصل عند السلطان بذلك الغضب الشديد. وطلب سلطان الحرافيش وشيخ الطوائف وألزمهما بمنع الجعيديّة من السؤال والشحادة في الطرقات، وإلزامهم بالتكسّب، ومن سأل منهم قبض عليه، وأخرج للعمل في الحفير، فامتنعوا من ذلك وخلت الطرقات منهم، ولم يبق سوى العميان وذوي العاهات والأعذار الظاهرة. وعدّت هذه من النوادر، وانطلقت الألسن بالدعاء على السلطان (. . . . . .) (?) بعد هذه الأحوال بيسير عاود السلطان مرضه بالقولنج وسقوط شهوة الأكل وفساد المعدة وسوء المزاج، ولزم الفراش وانقطع عن الموكب (?).
وفيه خرج الحاج وأميرهم على المحمل أقبغا التركماني، وبطل كثير من الناس السفر لاشتغالهم بأمر الطاعون (?).
وفيه مات ولد لامرأة بالطاعون وكادت أن تجنّ عليه، ولما أرادت أن تخرج في جنازته فمنعت من ذلك خوفا من السلطان، فصعدت إلى سطح دارها، فلما رأت جنازة ولدها وقد مضي به / 12 / ألقت بنفسها من أعلا (?) الدار فماتت (?).
وخرجت أخرى مع جنازة ولدها فصدفها دولات خجا وصاح بأعوانه فقبضوا