وفي ربيع الأول خلع على الشرف أبي بكر الأشقر كاتب السرّ وقرّر في كتابة سرّ حلب عوضا عن ابن (?) السفاح بعد امتناع كبير، حتى هدّد بالقتل.
وكان السبب في عزل ابن (?) السفاح أنه كان بينه وبين قرقماس نائب حلب حظ نفس، فكان لكاتب السلطان في السرّ ويحذّره من قرقماس، ويذكر له أن من أمارات خروجه عن الطاعة ظاهره عنده، ويحطّ عليه في أثناء مكاتباته حتى بلا إذن السلطان، وتحيّل وتوهّم صدق ذلك.
وحصل عنده قلق شديد، ثم عيّن نجّابا إلى قرقماس يطلبه إلى القاهرة. وصار السلطان متوهّما أنه لا يجيب. وبينا هو في أثناء هذا الفكر وإذا بنجائب من عند قرقماس يسأل السلطان في أن يأذن له بالحضور إلى القاهرة لما بلغه من أشياء ممّا رمي بها عند السلطان، فتحقّق السلطان براءته ممّا رمي به. وغضب على ابن (?) السفاح وعزله ثم بعد أيام قلائل وصل قرقماس فقرّره السلطان في إمرة سلاح عوضا عن جقمق العلائي. وقرّر جقمق بالأتابكية عوضا عن إينال الجكمي / 685 / واستقرّ بإينال الجكمي في نيابة حلب عوضا عن قرقماس (?).
وفيه قرّر معين الدين عبد اللطيف في نيابة كتابة السرّ بمصر عوضا عن أبيه شرف الدين. وقرّر باسمه جميع ما بيد أبيه من الوظائف، وخلع عليه بذلك (?).
وفيه ابتدأ الوباء بمدينة بروشا التي يقال لها برصا من بلاد الروم من بلاد ابن (?) عثمان، واستمرّ بها وبأعمالها نحوا من أربعة أشهر حتى هلك الكثير من الناس (?).