وكان لما ملك لم يتهنّ بالملك لاشتغاله بالمرض وكثرة الفتن وسفك الدماء في مدّته القليلة.
وقام بالملك بعده أخوه شقيقه المتوكّل على الله عثمان، وقتل عدّة من أقاربه وغيرهم، وقاسى المشاقّ حتى توطّد (?) له الملك. وقام عليه عمّه أبو الحسن ببجاية (?).
[1829]- وقتل عثمان هذا / 684 / القائد محمد الهلالي (?).
وعمّ أبيه العلاّمة الفقيه الحسين بن أبو (?) العباس (?)، وجرت أمور يطول الشرح في ذكرها.
ودام ملك عثمان من هذه الأيام إلى سنة ثلاث وتسعين وثمانماية.
وفي سنة ولايته هذه استقدم سلطان عصرنا (الآن) (?) الأشرف قايتباي من بلاد الجركس جلبا صغيرا له من السنين نحوا (?) من ثمانية عشر (?) سنة، ومات الأشرف برسباي وهو من الكتابية وما جرى عليه العتق إلاّ في دولة الظاهر جقمق منه على ما زعموا وإلاّ (فقد) (?) قيل إن الأشرف برسباي أشهد على نفسه بعتق جميع من في ملكه عند موته.
[1830]- وفيه مات الشمس القبابيّ (?)، يحيى بن يحيى بن أحمد بن حسن، أبو زكريا المصري، الشافعيّ.
وكان عالما فاضلا. وسمع من ابن (?) المحبّ، وكفّ بصره، ومع ذلك أقرأ كتبا كثيرة. وكان فصيحا مفوّها، واعظا، بليغا في ذلك.
ومولده قبل الستين وسبعماية.