وفيه، وكان في برموده (?) أمطرت السماء مطرا غزيرا جدّا سالت منه الأودية ودلفت السقوف، ونزل من جبل المقطّم سيل عظيم أقام منه الماء بالصحراء عدّة أيام، وعدّ هذا المطر في مثل هذه الأيام من النوادر بأرض مصر (?).
[1819]- وفيه مات صاحب شيراز السلطان إبراهيم أميرزاه (?) بن شاه رخ بن تمرلنك.
وكان من أجلّ الملوك، وله فضل وعلم، ويكتب المنسوب كتابة حسنة جدّا. وكان قد بعث جيشا قبل موته، في شعبان، فملك البصرة، ثم ثار بهم أهلها وهزموهم وقتلوا منهم عدّة وافرة في شوال، وورد عليهم الخبر بموت إبراهيم هذا فسرّوا.
وفيه خرج قرقماس نائب حلب بعساكره لأخذ قيصرية من ابن (?) دلغادر ناصر الدين بك وإعادته لإبراهيم بن قرمان. وكان ابن (?) قرمان بعث يسأل السلطان في ذلك وأنه يكون نائبا عنه في قيصرية التي هي بلاد أبيه وجدّه، وأن ابن (?) دلغادر أخذها عدوانا وبغيا. فبعث السلطان إليه بأن يمشي بجيوشه ويلاقيه نائب حلب، ويتعاهدا على ابن (?) دلغادر. ولما بلغ ابن (?) دلغادر ذلك جهّز زوجته الحاجّة خديجة خاتون، وهي والدة فيّاض المسجون بقلعة الجبل، وجهّز بعصا هديّة للسلطان وبمفاتيح قيصرية، وهو يسأل أن يكون نائبا عن السلطان بها، وأنه أولى من ابن قرمان لأنه من تحت الإيالة بخلاف ابن قرمان، ويلتمس من السلطان العفو عن ولده فيّاض، ووعد بمال جزيل. فقدمت القاهرة بعد ذلك وأجيبت إلى سؤالها وأكرمت وأعيدت بولدها نيابة مرعش، وفتر عزم أخذ قيصرية لابن قرمان (?).