وفيه استقرّ الجمال يوسف بن محمد التزمنتي المعروف بابن المحمرة، أحد الفضلاء الشافعية، في مشيخة خانقاه سعيد السعداء استقلالا، عوضا عن ابن (?) المحمرة (?).
وفيه عزل شيخنا العلاّمة الكمال ابن (?) الهمام نفسه من مشيخة الخانقاه الأشرفية. وكان السبب في ذلك أن وظيفته شغرت فعيّن الشيخ بها الشمس الأمشاطي. وكان إذ ذاك من طلبة الحنفية فعارضه جوهر الخازندار اللالا في ذلك، وقرّر غيره، فغضب الشيخ من ذلك.
ثم لما كان وقت الحضور حضر على العادة. ثم لما فرغ قام واقفا، وقال بحضور الجماعة: اشهدوا على أنني عزلت نفسي من هذه الوظيفة وخلعتها كما خلعت طيلساني هذا. ثم خلع طيلسانه ورمى به، وأخذ في الحال في نقل أمانته من المدرسة إلى دار له في باب القرافة. / 631 / وعدّ هذا من غاية همّته ومن زهده وورعه وعفّته. فقرّر السلطان عوضه في المشيخة شيخنا الأمين الأقصرائي وخلع عليه بذلك، ونزل الأمين عن مشيخة الجانبكية للشيخ محبّ الدين الأقصرائي (?).
وفيه كثر اهتمام السلطان بأمر السفر ولهج العسكرية (?).
وفي رمضان قرّر السلطان في الأشرفية المستجدّة ثلاثة من الدروس زيادة عن درس الحنفية على المذاهب الثلاثة، فجعل مدرّس الشافعية العلاّمة الشمس القاياتي، والمالكية الزين عثمان الزرزاري، ومدرس [الحنابلة] (?) الزين عبد الرحمن الزركشيّ (?).