وفيه كائنة ابن (?) الملاّح النصراني (الملكي) (?) وإسلامه، وكان كاتبا بدمياط، وله جاه عريض، حتى كان والي دمياط في خدمته يتلفّت لما يأمره به، وكان قد زاد شرّه وفساده، وأسرف في المجاهرة باللواط وشرب الخمر وإفساد الأحداث من أولاد المسلمين واستخدامهم عنده، فثار به أهل دمياط وشكوه للسلطان، وعدّدوا شنائعه وأشياء كثيرة تنسب إليه، فأمر السلطان بأن يعقد له مجلس، فعقد، وادّعي عليه بعظائم وشنائع، فأنكر وقامت عليه البيّنة، فنقضها فبادر إلى الإسلام وحكم بإسلامه، ولقّب بمجد الدين، وألزم بالمشي على الطرائق الحميدة، فالتزم ذلك وعاد إلى دمياط، وقد حسنت سيرته بالنسبة لما كان (?).
وفي ربيع الآخر انحلّ سعر الغلال وكسد، بعد أن كاد الناس أن يقنطوا (?).
/ 606 / وفيه غضب السلطان على الطواشي فيروز الساقي وضربه وأمر بنفيه إلى المدينة، وكان قد تكلّم في حقّ البدر العيني بكلام وما قدر على إثباته ولا مواجهته به ومحاققته عليه، وأخذ يعتذر عمّا قاله، وأنه باطل، فحنق منه السلطان وأوقع به (?).
وفيه كانت الفتنة الكبرى بتعز من اليمن وخلع فيها الأشرف إسماعيل بن الناصر أحمد بثوران الجند عليه من أجل وزيره إسماعيل العلويّ، وكانت قد اشتدّت وطأته عليهم فهجموا دار السلطنة، وقتلوا سنقر أمير جاندار وجماعة معه، وقبضوا على الوزير والسلطان وجماعة. وكان رأس القائم بالفتنة هذه برقوق التركي، وهو كبير الأتراك. وجرت أمور يطول الشرح في ذكرها من نهب دار السلطنة ونهب الحرم وارتكاب ما حرّم الله تعالى، منهنّ من العبيد والترك والعامّة، وأحضر هزبر الدين علي بن شحنه وسلطنوه، ولقّبوه بالظاهر، وسجن الأشرف مكانه وقيّد بقيد كان في رجل يحيى. وولي برقوق الجندارية، وأهين الوزير وعصر، وألزم بمال كثير.