وشرط على السلطان أن يكفّ عنه الكيتلان والبنادقة، وشروط (?) أخر أجيب إلى ذلك. وجهّز بعد ذلك بمدّة وأعيد إلى بلاده بعد أن خلع السلطان عليه، وأركبه من خيله، وبعث به إلى الإسكندرية ليشاهدها، فدخلها في يوم مشهود، ورأى بها أمرا مهولا حتى تعجّب كيف أخذها والده، وأخذ الله تعالى بثأر الإسكندرية من ولد من كان قد أخذها.
وكانت هذه الغزوة من الغزوات المشهورة ارتفع بها حرمته ملك (?) مصر وعظم قدره زيادة. وصارت تذكارا للأشرف. وعمل فيها الأدباء الأشعار الكثيرة، بل ودوّنت سيرة في مجلّد، وبلغ خبرها أقطار الأرض. وعلّق تاج جينوس بداخل باب الأشرفية، وهو باق إلى يومنا هذا، ولله الحمد والمنّة (?).
وفيه جمع التجار ليبتاع عليهم ما حضر من الغنيمة، وأبيع ذلك، وحمل ثمنه إلى الخزائن السلطانية بعد ما كان قد عزم السلطان على أن يقسّم ذلك بالقسمة الشرعية، ثم انثنى عزمه عن ذلك.
وكان ممّن أحضر في هذا السبي جماعة منهم: بردبك الذي صار مدبّر دولة الأشرف إينال وآخرين (?)، وأسلم منهم جماعة، وحسن إسلامهم، وصار منهم أهل علم وخير وديانة، منهم موجودون إلى الآن (?).
وفيه سار الشريف بركات إلى مكة على إمرتها (?).
وفيه خلع على إينال الجكميّ أمير مجلس، وقرّر في إمرة سلاح عوضا عن يشبك، وكانت شاغرة من منذ ولي الأتابكية.
وخلع على جرباش قاشق بإمرة مجلس.