والشيوخ خمسة عشر. لما خلع بسعي العيني، وهي أول سنة كان أداء ذلك) (?).
وفي شوّال كان ابتداء دخول الغزاة، فقدم منهم في أوله جماعة منهم في البرّ والبحر.
وفيه في خامس عشر مسرى كان وفاء النيل وفتح الخليج على العادة (?).
وفيه كان دخول الأمراء الغزاة إلى القاهرة ومعهم جينوس صاحب قبرس وولده وابن (?) أخي ملك الكيتلان، وكان قد جاء نجدة لصاحب قبرس. وكان لدخولهم إلى القاهرة يوما مشهودا أعزّ الله فيه الإسلام وأهله، وأذلّ الكفر وأهله. وأقيم الموكب بالقلعة وصعد الأمراء وصاحب قبرس بين يديهم هو وولده وابن أخي ملك الكيتلان في القيود على بغال عرج، والأسرى مشاة في السلاسل وبعض منهم مطلقون، والغنائم محمولة على روس (?) الرجال وظهور الحمير والبغال والجمال، وأعلام الملك منكّسة، وتاجه منكوس وجعله يقاد من وراء الغنائم. وكانت الأسرى زيادة على الألف إنسان وجينوس وخاصّته وراء الجميع. ثم أنزل على باب القلعة، وأدخل إلى بين يدي السلطان وهو مكشوف الرأس، فألبس السلطان الأمراء الخلع وشكرهم على فعلهم، ثم عرض الغنائم، ثم جيء إليه بجينوس في قيوده، فخرّ على وجهه، فقبّل الأرض ثم قام وقد خارت قواه، فلم يتمالك نفسه وسقط إلى الأرض مغشيّا عليه لهول ما رآه، هذا وقد حضر عند السلطان عدّة قصّاد منهم / 591 / رسل ابن (?) عثمان، ورسل صاحب تونس، ورسل أمراء التركمان، ورسل نواب البلاد، ورسل ابن (?) نعير عدرا أمير العرب، وصاحب مكة الشريف بركات، فكان اجتماع هؤلاء في هذا اليوم من غرائب الاتفاقات النادرة.
وأنزل جينوس بمكان أعدّ له، وجرت منه وله وعليه أمور يطول الشرح في ذكرها آلت إلى المنّ عليه والتزامه بمال كبير وهي مايتي (?) ألف دينار، وأن يكون نائبا عن السلطان بقبرس يحمل في كل سنة عشرين ألف دينار، وهي من الصوف ألفي (?) ثوب.