أحضرها (?) الحجّاج والتّجار من مكة، وكان قد خرج أمر بأنّ جميع التجار من أشرف الأصناف من المتاجر الهندية لا يمكّنوا من التّوجّه من مكة إلى الشام ولا غيرها، بل يحضر الجميع بما معهم من المتاجر إلى مصر مع الحاج لتؤخذ منهم المكوس، فخرج المباشرين (?) لأخذ ذلك، فما عفّوا ولا كفّوا حتى أخذوا من الحاج، وفتّشوا محايرهم، وأخذوا من العجائز وغيرهنّ حتى على النطع الواحد الهدية عشرة دارهم من الفلوس. هذا، بعد أن خرج السعد إبراهيم بن المره إلى جدّة، وأخذ العشور من أصناف المتاجر، فإن المراكب الهندية كانت تركب بندر عدن إلى جدّة، وأحدث بها بندر عظيم (?) جدّا، حتى ضعف بندر عدن، ثم صار نظر جدّة وظيفة مستقلّة على ما عرف ذلك بعد هذه الأيام وصار يحمل من جدّة من الأموال ما لا يعبّر عنه، وشورك صاحب مكة، بل وزاد الحال في ذلك جدا حتى بلغ ما حمل من جدّة من الأموال زيادة على سبعين ألف دينار (?).

ثم بعد ذلك زاد العيار، واتّسع الأمر، سيما في دولة الأشرف قايتباي من بعد السبعين / 584 / إلى هذه الأيام التي هي خمس وتسعين (?). ولو ذكرنا جريات ما حدث بجدّة، بل وغيرها، لطال المجال واتّسع المقال، ولله عاقبة الأمور، وهو العليم بالأحوال.

[وباء الجاموس]

وفيه فشا الوباء في الجاموس ومات الكثير منها، وقلّت الألبان والأجبان بسبب ذلك (?).

[افتقار أهل الوجه القبلي]

وفيه اتّضع حال أهل الوجه القبلي وافتقروا جدّا بعد سعة الأموال الطايلة حتى صاروا يبتاعوا ويمتاروا (?) بالغلال لعدم الذهب والفضة عندهم (?).

[صفر]

[إلزام العامّة بالصلاة]

وفي صفر، لما صعد قضاة القضاة إلى القلعة لتهنئة السلطان بالشهر على العادة أمرهم أن يلزموا العامّة بالصلاة، فاجتمع القضاة في ثاني الشهر بالمدرسة الصالحية ومعهم المحتسب ونايب الوالي وكتبوا ورقة تقرأ على الناس، وتولّى قراءتها بعض نواب القاضي الشافعي في الشارع الأعظم من باب النصر إلى جامع ابن (?) طولون (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015