وكان عالما، فاضلا، بارعا في الأدب، حسن النظم جدا والنثر، عارفا بالعربية. وكان يتّجر، وحصل له محنة نزح بسببها إلى اليمن، ثم الهند، وحصل على مال طائل هناك، فما نشب أن بغته الأجل.
ومولده سنة ثلاث وستين وسبعماية.
وفيه بعث السلطان إلى طرباي بألف دينار وأمره بأن يتوجّه إلى البيت المقدس (?).
وفيه قطع على إنسان الطريق وأخذ عن الطريق مكتوفا، إلى مكان قريب شاطيء النيل ليذبحه قاطع الطريق، فأقسم عليه أن يسقيه شربة ماء قبل قتله، فأخذ إناء من خرج المقطوع عليه ومرّ إلى البحر ليحضر له فيه ما يشربه، فلما عبر الماء ليملأ منه الإناء اختطفه التمساح والرجل يشاهده وقد كسره وأكله والرجل مكتوف وأتانه وخرجه وفرس الذي قطع عليه الطريق بقربه قريبا (?) منه، فدام كذلك حتى مرّ به أناس، فصاح بهم وهم بالبعد عنه فأتوه فأعلمهم بحاله وما جرى عليه، فأطلقوه (?).
وفيه أيضا جرت كائنة قريبة من هذه الكائنة، وهي أنّ متولّي الحرب ببعض النواحي أمر بتوسيط سبعة من قطّاع الطريق وعلّقهم على ممرّ المسافرين كما هي العادة وأكّد على الخفراء أرباب الدرك في حراستهم طول ليلهم كيلا يأخذهم أهاليهم، وحلف يمينا مؤكّدة / 577 / أنه إذا نقص واحدا (?) منهم وسّطهم بدله، فباتوا يتحاربون إلى آخر الليل فأخذهم النوم فناموا ثم انتبهوا وعدّوا القتلى فنقص منهم واحد فاهتمّوا وخافوا، فمرّوا في الطريق المسلوك ليأخذوا من وجدوه منفردا من المسافرين فيوسّطوه ويعلّقوه (?) بمكان الذي أخذ، فإذا هم برجل على حمار وتحته قفّتين (?) فأخذوه، وكان سحرا وهم خائفون من طلوع النهار فوسّطوه وعلّقوه مع الموسّطين، فلما طلع النهار جاءهم مقدّم الوالي لكشف حال الموسّطين وعدّهم فإذا عدّتهم قد زادت واحدا، فأنكر ذلك وقبض على الخفراء وأحضرهم إلى الوالي وعرّفه بالحال فلم يجدوا بدّا من أن يخبروه (?) بما وقع لهم، وحلفوا على ذلك أيمانا مؤكّدة، وعلى أنهم ما رأوا الموسّطين إلاّ ناقصين واحدا،