ثم آل الأمر بعد ذلك وصل تنبك إلى جهة الصبيبة وهو يستنصر قدوم ابن (?) بشارة عليه نجدة له، فركب سودون مسرعا حتى دخل دمشق وملكها والقلعة، وبلغ تنبك ذلك فتبعه مسرعا حتى وصل دمشق، ووقع بينه وبينهم قتال عند باب الجابية وثبت لهم مع كثرتهم، وكادت أن تكون الكسرة على السلطانية، بل كانوا زلزلوا شيئا. ثم كبا بتنبك فرسه بسبب حفرة دخل فيها رجل الفرس، فأخذ قبضا باليد ومعه عدّة من جماعته، وسجن بالقلعة.
وكانت الأخبار وردت إلى القاهرة قبل ذلك بكائنة تنبك، ثم كائنة جسر يعقوب، واضطرب الناس، وأخذ السلطان في التجهّز إلى السفر، حتى ورد الخبر بالقبض على تنبك، فسكن الحال، وكتب إلى سودون بقتله، وضربت البشائر بالقلعة (?).
[1565]- وفيه مات الشرف ابن (?) التبّاني (?)، شيخ الخانقاه الشيخونية، يعقوب بن الجلال بن رسولا (?) بن أحمد بن يوسف الرومي، الحنفيّ.
وكان عالما بارعا، علاّمة، عارفا بالعربية والمعاني والبيان وغير ذلك من العلوم العقلية، بارعا في الفقه، وله همّة عالية ومكارم أخلاق، وصنّف وألّف وسمع الحديث، وأفتى ودرّس، وولي عدّة وظايف جليلة منها وكالة بيت المال ونظر الكسوة وعدّة تداريس ومشيخة الشيخونية.
وتجاوز السبعين سنة.
وفيه ابتدىء بهدم المادنة (?) التي كان أنشأها المؤيّد شيخ على باب الجامع الأزهر،