وفيه خلع على الشريف (علي بن) (?) عثمان بن مغامس، وقرّر في إمرة مكة شريكا لقرقماس (?).
وفيه قرّر في القضاء الشافعية الحافظ، العلاّمة، الشيخ شهاب الدين، أبو الفضل ابن (?) حجر، وصرف العلم البلقيني، فثارت العداوة بينهما بهذا السبب (?).
وفيه كثر المطر بالقاهرة وبنواحي الوجه البحري حتى خرج في الكثرة عن الحدّ، واشتدّ البرد وقوي قوّة لم تعهد حتى جمدت المياه في بعض الأواني، وتجلّد الطلّ على الأرض في وقت الأسحار وعلى الزروع، وهلك بسبب البرد دوابّ كثيرة بالأرياف وسقطت عدّة دور بالأمطار، ورؤي الثلج على الجبل المقطّم، وعدّ من النوادر (?).
وفي صفر، في أول يوم منه جلس الحافظ ابن (?) حجر قاضي القضاة بالخانقاه البيبرسيّة لإملاء الحديث، واستملى عنه الشيخ زين الدين رضوان العقبي (?).
وفيه كائنة تنبك البجاسي بدمشق. وكانت الملطّفات السلطانية قد خرجت إلى أمراء دمشق بالتحيّل على تنبك وقبضه إن قدروا على ذلك، فأتوا دار السعادة في يوم الجمعة رابع صفر هذا وطلبوه ليقرأ عليه كتاب السلطان، فاستراب منهم، ولبس السلاح وآلة الحرب، وخرج هو ومماليكه من باب السرّ، فثار إليه الأمراء واقتتلوا معه إلى ما بعد الزوال من يوم الجمعة، ثم انهزموا منه، فتحصّن طايفة منهم بالقلعة، ومضى آخرون إلى جهة سودون من عبد الرحمن وقد وصل قريب / 560 / صفد، ونزل إليه (?) تنبك فتلقّاه على جسر يعقوب، ثم سار تنبك من دمشق حتى وصل الجسر المذكور، وبات هو وسودون يتحارسون، ثم أصبحوا يترامون نهارهم كلّه حتى دخل الليل.