وفي هذه السنة اتفق أمر غريب ما عهد مثله، وهو انتشار حمرة ساطعة عند غروب الشمس وعند طلوع الفجر في جهة الشمال حتى يمضي من الليل ساعة، وإلى وقت طلوع الشمس وتحمرّ الدنيا حتى تصير الأرض والحيطان كأنّما صبغت بحمرة، واستمرّ ذلك زيادة على أربعة أشهر حتى انقضى رجب منها (?).
وفيها كانت الأمراض بالناس فاشية بالحمّيّات (?).
وفيها كانت ملحمة عظيمة بالحبشة وبلاد الجبرت (?) المسلمين، وذلك أنّ الطاغية متملّك الحبشة أبرم وهو إسحاق بن داود بن سيف أرعد الحطي أشتدّ غضبه بسبب غلق كنيسة قمامة بالبيت المقدس، فثار على من ببلاده من المسلمين، فقتل الرجال وأسروا النساء والأولاد وعذّبهم بأنواع العذاب، وهدم مساجدهم (?).