وفيه لما وصل الحاج إلى مكة أخرجت بها مراسيم سلطانية بالعفو عن التقادم لمن حجّ من الأمراء من صاحب مكة والمدينة، وبإعفاء التجار والمجاورين من ذوي الأموال عن الاقتراض منهم أو ظلم شيء من أمواله الدرهم، ونقش ذلك على بعض عواميد المسجد الحرام، وكان يحصل من ذلك ضرر كبير لكثير من الناس (?).
[1526]- وفيه، في رابعه (مات الظاهر ططر) (?) وكانت مدّته من أقصر المدد، وهي أربعة وتسعين (?) يوما.
وكان إنسانا حسنا، متديّنا، ليّنا، هيّنا، كريم النفس، محبّا في الخير وفعله، له معرفة بالفقه، وقرأ فيه شيئا. وكان كثير التّعصّب لمذهب أبي حنيفة رضي الله عنه، وكان جركسيّ الجنس. شراه الظاهر في أواخر دولته، ومات ولم يدفع ثمنه، فقام به الأتابك أيتمش من عنده، وأخرج له الخيل والناس في سلطنة الناصر الثانية، ثم تنقّلت به الأحوال بعده، وانضمّ إلى نوروز، ثم إلى شيخ حتى ترقّى إلى [ما] ترقّى. وكان عنده بعض طيش وخفّة. وأذهب جميع ما تركه المؤيّد من الأموال الجزيلة / 536 / في مدّة قليلة حتى لم يبق في الخزانة بعد موته سوى ستين ألف دينار، ودفن بعد موته بقبر كان أعدّه لنفسه قبل سفره إلى الشام بجوار الإمام ابن (?) سعد رضي الله عنه، وأنزل نعشه وليس معه إلاّ نحوا (?) من عشرين نفرا خاصّة، واضطربت الناس عقيب موته شيئا، ثم سكن الحال.