وفيه عزل الوليّ العراقي قاضي القضاة نفسه لأمر ما (?).
وفيه كتب بالإفراج عن الخليفة السلطان أمير المؤمنين المستعين بالله، أبو (?) الفضل العباس، وأن يسكن بقاعة في الثغر، ويخرج إلى الصلاة بالجامع في يوم الجمعة ويركب إلى حيث شاء من الثغر. وبعث إليه بفرس بالقماش الزركش والذهب، وتعبية قماش برسم لباسه. ورتّب له على الثغر في كل يوم ثمانماية درهم، وعدّ هذا من محاسن الظاهر ططر ومكارمه (?).
وفيه كان البرد شديدا جدّا (?).
وفي ذي حجّة اشتدّ مرض السلطان وكثرت الأراجيف به، وكان يتعلّل قبل ذلك ويقيم المواكب داخل قاعة البيسريّة لعجزه عن التّوجّه إلى القصر.
(فلما كان ثاني يوم ثاني هذا الشهر طلب السلطان الخليفة والقضاة والأمراء وأهل الدولة) (?) فذكر لهم ما هو فيه من المرض، وطلب أن يعهد بالسلطنة لولده محمد، فعهد إليه وجعل جانبك الصوفي، وبرسباي الدقماقي هما القايمان بتدبير دولته، وجعل كفالة ولده إلى برسباي، وحلّف الأمراء على ذلك، وكلّم السلطان في إعادة الوليّ إلى القضاء فاستدعى عليه ذلك، وأعيد المذكور، وكان يوم جمعة، فصلّى بالناس الجمعة بجامع القلعة، ونزل من قلعته لشغل السلطان بمرضه (?).