حتى أخذ مئزر من على رأس بعض الجواري القايمين بالنياحة من الميازر السود الصعيدي، وحمل بعد تجهيزه إلى باب القلّة، فصلّي عليه، وحمل إلى جامعه التي بها (?) مدفنه فدفنوه بها.
وكانت مدّة ملكه في السلطنة ثمان سنين وخمسة أشهر وثمانية أيام. وكان من معايبه البخل والشحّ حتى بالأكل، وعنده لجاجة، عصوبا، حسودا، معيانا، نكدا، فحّاشا، سبّابا، بذيئا، يتظاهر بمنكرات محرّمة. عفا الله عنه.
وفيه بعد تجهيز المؤيّد ودفنه، وذكر بعضهم: قبل ذلك، قبض على قجقار القردمي وسجن بالقلعة بإشارة ططر، وكان قد شاع في مدّة مرض المؤيّد بأنه يريد الركوب عليه، وكان قصد هو القبض على ططر، فبادره ططر بأن قبض هو عليه، وصار إليه تدبير المملكة، ونادى بالإنفاق في الجند، وكثرت الأراجيف، وصار الناس في تخوّف (?).
وفيه عرض على تنبك ميق بأن يكون رفيقا لططر في تدبير المملكة، فامتنع من ذلك أشدّ امتناع، فقام ططر بأعباء الأمر وتدبير الدولة، وخلع عليه بأن يكون لالا السلطان وكافله، وخلع على تنبك ميق أيضا.
هذا، وقد أجلس المظفّر أحمد والأمراء حوله، وقد أقيمت الخدمة بالقصر، فلما انقضت الخدمة أعيد إلى أمّه، وسكن ططر بالأشرفية من القلعة، وصار الأمراء ومباشروا (?) الدولة يقفون بين يديه، ويدبّر الأمور على وفق مراده (?).
وفيه قبض على جلبان رأس نوبة سيدي أحد مقدّمي الألوف، وقبض معه على شاهين الفارسي من المقدّمين أيضا (?).