زاد ألمه واشتدّ مرضه فمات في ليلة الجمعة خامس عشرة، وأخرجت جنازته حافلة، ودفن بالقبّة من المؤيدية، وحضر والده الصلاة عليه، ودفن، وأقام بالجامع المؤيّدي حتى شهد به الجمعة، وخطب ابن (?) البارزي خطبة بليغة ذكر فيها قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «تدمع العين ويحزن القلب، ولا نقول ما يسخط الرب، وإنّا بك يا إبراهيم لمحزونون» (?) / 515 / فأبكى السلطان ومن حضر (كثير) (?)، وتأسّف السلطان على ولده هذا.
وكان شابا، ذكيّا، شهما، شجاعا، حشما، أدوبا، كريما، فاضلا، ساكنا، عفيفا، مايلا إلى الخير، بريئا مما قيل فيه وعنه ممّا ابتلى به عليه والده. واتّفق أن والده لم يدخل بعد ذلك المؤيّدية، ووقع الخلل في أهل دولته ولم يتهنّ له (. . .) (?) العيش.
[1488]- وفيه مات الشرف ابن (?) السقيف (?)، موسى بن محمد بن نصير البعلبكّيّ، الشافعيّ.
وكان عالما، بارعا في الفقه، انتهت إليه الرياسة فيه ببلده، وولي قضائها (?)، وكان مشكورا.
وفيه توقّف النيل عن الزيادة، وارتفع سعر الغلال، فنودي بصيام ثلاثة أيام، وأن يخرجوا عقبها للصحراء للاستسقاء، فخرج القضاة والعلماء والمشايخ، وأنصب منبر، وحضر السلطان وهو في (. . .) (?) المنوفيّة، وعلى رأسه ميزر صغير قد تعمّم به، ومنها مما يلي يسار المنبر، وصلّى الجلال البلقيني ركعتين كهيئة صلاة العيد، ثم خطب خطبتين بليغتين حثّ فيهما على التوبة والاستغفار، وأعمال البرّ، وتحرّك من فوق المنبر