قلعة عظيمة هايلة إلى الأرض فارتجّت منها وتفجّرت عدّة أعين، وطمّت عدّة أنهار. وكان سمع لهذه الزلزلة دويّ من جهة المغرب إلى جهة المشرق بحركة كركض الخيل، ثم اشتدّت هذه الزلزلة بعد الثلاثة أيام أربعين يوما، كلّما هدأت تعود في اليوم مرة أو مرتين أو أزيد، حتى ترك الناس الأبنية وخرجوا إلى الصحارى. وكانت من عجائب صنع الله تعالى (?).

[وفاة رئيس الطب بمصر]

[1459]- وفيه مات رئيس الطب بمصر، إبراهيم بن خليل بن علوة (?) السكندريّ.

وكان عارفا بالعلاج، حاذقا في الفنّ، واستقدم السلطان بعده بعد هذا التاريخ إنسانا من دمشق يقال له نظام الدين أبو بكر بن محمد بن أبي بكر الهمدانيّ الأصل، التبريزيّ. وكان فاضل الشام في الطب وله معرفة بفنون أخر كالتنجيم وغيره، وتناظر هو والسراج عمر بن منصور البهادري، واستظهر عليه البهادري وكاد / 502 / أن يتمّ أمره في رياسة الطبّ، فنكت عليه كاتب السرّ بن البارزي، وذكر عنه أنه وإن كان عارفا بالعلم، لكنه غير درب في العلاج، وأنه استقرى عنه أنه متى عالج إنسان (?) مات، وغير ذلك من كلمات، فصرف عن ذلك هو و (. . .) (?) أيضا، وقرّر في رياسة الطب البدر بن بطّيخ.

[ربيع الأول]

[دخول ابن السلطان حلبا]

وفي ربيع الأول دخل إبراهيم ابن (?) السلطان إلى مدينة حلب، وكان له يوما مشهودا (?).

[تفشّي الوباء بالقاهرة]

وفيه فشا الوباء بالقاهرة، وصار أكثر من يموت الأطفال بأمراض حادّة، وحبّة الموت التي يقال لها الكبّه، وكان الموت فجيّا سريعا بموت من يمرض في يومه وساعته، وقلّ من تمادى به مرضه ثلاثة أيام، وذعر الناس ذعرا شديدا. ووردت الأخبار بأنّ الوباء قد عمّ بلاد الفرنج (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015