وكان قد جمع له بين الولاية، والحسبة، وشدّ الدواوين. وكان كيّسا، يحسن المباشرة، عفيفا عن القاذورات كالخمر ونحوه / 495 / وله معرفة وسياسة.

[الخلاف بين ناظر الخاص والأستادار]

وفيه وقعت مفاوضة ومقاولة من البدر بن نصر الله ناظر الخاص، والفخر بن أبي الفرج الأستادار، وتفاحشا في القول بحضرة السلطان، ورمى فخر الدين ابن نصر الله بعظايم، ومع ذلك فما اكترث السلطان بما وقع بينهما ومنهما، ثم بعد أيام تغيّظ السلطان على ابن (?) نصر الله فقبض عليه وأسلمه للفخر، فظنّ كل أحد بهلاكه لما تقدّم منه، فلم يقابله الفخر إلاّ بجميل حتى عدّ ذلك من غاية فضله وإحسانه، وتعجّب الناس منها. ثم تمّم ذلك بأن ركب بنفسه بعد أيام إلى السلطان، وكان ببركة الحبش يعرض هجنا يعول (?) لأجل سفره إلى الحجاز، فما زال الفخر به حتى شفّعه فيه فعاد إليه وأركبه إلى داره. ثم خلع السلطان عليه بعد ذلك وقرّره على حاله (?).

[نيابة صفد]

وفيه قرّر في نيابة صفد مراد خجا، وقرّر في تقدمته جلبّان المؤيّدي (?). وهو الذي ولّي نيابة الشام بعد ذلك.

[نزول قرا يوسف على آمد]

وفيه وصل الخبر بنزول قرا يوسف على مدينة آمد وفرار تمرلنك منه، وبعثه إلى نايب حلب يستأذنه في أن يعدّي الفرات إلى هذه المملكة، وأنّ محمد بن قرمان باق على حصار طرسوس وقد أشرف على أخذها.

وبعث نايب حلب يعرّف السلطان بأنّ أهل حلب في رجيف وخوف شديد على أنفسهم من قرا يوسف أن لا يصيبهم مثل ما أصاب في أيام تمرلنك، وهم في عزم الرحيل من حلب.

وبينا السلطان في هذا الفكر إذ خرج إلى ظاهر القاهرة وعاد شاقّا لها من باب النصر، ومن إشارته الهجن التي عيّنها لسفر الحجاز وهي مقمّشة بالذهب والزركش والحرير، وصعد القلعة إذ قدم عليه الخبر بوصول قرايلك إلى حلب فارّا بنفسه من قرا يوسف، وأنّ أهل حلب قد فرّ من كان خارج سورها، وأمّا من هو داخل السور نفر منهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015