جماعة ألقوا بأنفسهم من السور، وأنّ الحال هناك في إمرة النزع شديد جدّا، فانثنى عزم السلطان عن سفره للحج، وأخذ في تدبير ما يفعل، فبرز بأن كتب بخروج العساكر الشامية إلى حلب سريعا، وأخذ في تهيئة الإقامات لسفره، ثم جمع الأعيان من الخليفة، والقضاة الأربع (?)، والعلماء، وأبلغهم بواقعة الحال وما هو عليه قرا يوسف من قلّة الدين، وأن يحثه في عقد النكاح زيادة على أربعين ليلة، وأنه لا يتديّن بدين الإسلام، وأنّ الناس جفلوا منه / 496 / حتى بلغ ثمن الحمار بحماه خمسماية درهم، والإكديش خمسين دينارا، وكتبت فتوى بصورة الحال والسؤآل عن جواز قتاله، فأفتوا بجواز ذلك، وكتب الخليفة خطّه والقضاة، وانصرفوا، والخليفة راكب، ومعه القضاة، ومقبل الدوادار، والمنادي ينادي بين يديهم بمثالب قرا يوسف، وأنه ينبغي أن يجاهد بالأموال والأنفس، فدهى الناس عند سماع هذا الخبر، واشتدّ جزعهم وكثر قلقهم. ثم كتب إلى الممالك الشامية بأن ينادى في كل مدينة قاعدة مثل هذه المناداة، وأنّ السلطان واصلّ لهم بنفسه وعساكره. ثم نادى السلطان لأجناد الحلقة بالتجهّز سريعا للسفر، وهدّد من تأخّر عن ذلك (?).
وفيه ارتفع سعر الغلال، لا سيما وهذه الأراجيف عمّالة. وكان النيل قد نقص شيئا قبل أوان نقصه (?).
وفيه وقعت كاينة طرابلس بين برسباي نايبها وبين بعض التراكمين قتل فيها سودون الأسندمري وعدّة من جيش طرابلس (?).
[1448]- وكان سودون هذا من المماليك الظاهرية، وجرت عليه أمور، وآل أمره أن أخرج أمرا (?) بطرابلس (?).