وفيه شرع الفخر الأستادار في عمل قصر الحجازية برحبة باب العيد سجنا لأولي الجرايم، واهتمّ لذلك ثم أهمله ولم يتمّ أمره، وكان قد تشكّى إلى الفخر هذا / 485 / ما فيه أهل المقشرة من الكرب والغمّ والضرر لضيق المكان وظلمته وغير ذلك (?).
وفيه خرج السلطان من دمشق عايدا إلى القاهرة، ودخل البيت المقدّس في طريقه وقد وفى أهله مالا جزيلا، وصلّى به الجمعة، وقرّر (?) «صحيح البخاري» من ربعة فرّقت (?) بين يديه، وختم بحضور جماعة من فقهاء مصر كانوا خرجوا للقايه، وحضروا منها [إلى] (?) القدس، وكان يوما مشهودا. ثم سار السلطان من القدس حتى زار سيّدنا الخليل عليه وعلى نبيّنا أفضل السلام، وفرّق به مالا أيضا. ثم سار إلى جهة القاهرة فلقيه (?) الفخر الأستادار قريبه لا سيما حين أطلعه على قايمة اكتتبها بما حصّله من الأموال، وكانت نحوا من خمسماية ألف دينار، وهي من النوادر الغريبة، قلله الأمر (?).
[1419]- وفيه مات الشيخ الإمام، العالم، الصالح، المبارك، بل وليّ الله، موسى بن محمد بن علي المناويّ (?)، الحجازي، المالكيّ.
وكان عني بالعلم، وحفظ «الموطّأ» وكتب ابن (?) الحاجب الثلاثة: «الأصلي»، و «الفرعي»، و «الفخري»، وبرع في العربية، وحصّل وظايف الفقهاء، ثم تزهّد بعد ذلك، وترك جميع ما كان يأتيه من الوظايف من غير عوض، وأقبل على شأنه، وتخلّى عن أمور الدنيا، ثم خرج إلى مكة فأقام بها عدّة سنين معرضا عن الناس، يسكن القفر والجبال، ويقتات من ينبته (?) الأرض، ولا يدخل (?) مكة إلاّ في يوم الجمعة، وأقام بالمدينة