وفيه قرّر بيغرا في الحجوبية الكبرا (?)، وأمر بأن يجلس وبين يديه موقّعين لكتابة المراسلات إلى الولاة والنواحي، وكان أحدهما الرضيّ بن الموصليّ، والآخر ابن (?) عبد الظاهر. وصار الحاجب يجلس للحكم بين الناس، ووفّر إقطاع النيابة، وأبطلت من القاهرة.
وفيه قبض على الجمالي يوسف والي القاهرة، وعلى ولد أخيه، وعلى حمود نائبه بسعاية غرلوا شادّ الدواون، وكشفت روسهم وصودروا، وضرب حمود بالمقارع ضربا مبرحا، فوعد بأن يحضر له مالا قد دفنه بالجيزة، فسيّره صحبة أعوانه ليأتيه بالمال، فلما ركب النيل للتعدية إلى الجيزة، فحين توسّطه ألقى نفسه فيه فغرق. واعتنى الأمراء بيوسف وابن أخيه فأفرج عنهما.
وفيه ركب السلطان ونزل إلى الميدان على عادة من تقدّمه من السلاطين. وكان له يوما مشهودا (?).
وفيه طلب غرلوا شادّ الدواوين بحضرة الأمراء والوزير ورسم بأن يرتّب بلاد الخاص، وأن يخرج من إقطاع النيابة وغيره بلاد تقطع لأرباب الجوامك من المماليك السلطانية ليتوفّر جوامكهم، فأفردت جمل نواحي أقطعت لماية من المماليك من أرباب الجوامك العقال، وطلبوا لأجل أن يعطوا المثالات، فامتنعوا وردّوها على السلطان من غد يوم ذاك فيها عليهم، وقد تجمّعوا كلّهم ووقفوا للسلطان، فحنق منهم واشتدّ غضبه، وطلب الطواشي مقدّم المماليك وأهانه وأمره بضربهم وطردهم، فتلطّف به الأمراء، ولا زالوا به حتى آل الأمر إلى أن يضرب المقدّم منهم جماعة عيّنوا، وأنزلوا من القلعة إلى القاهرة (?).
[37]- / 10 أ / مات طقزتمر (?) الحموي، الناصري، نائب الشام.