وكان إنسانا حسنا، سيوسا، عاقلا، حشما، عديم الشرّ. قدّمه للناصر المؤيّد صاحب حماه، وتنقّل في الخدم حتى ولي عدّة ولايات (?) خطيرة، منها: حلب، والشام. وطلبه الكامل فقدم في محفّة إلى القاهرة في الشهر الماضي وهو مريض، وقدّم أولاده للسلطان تقدمة هائلة، ووعدهم بجميل.
ولما مات كان السلطان بقصور سرياقوس هو وأمراؤه وحريمه، فقدم أولاده بخبر وفاة أبيهم، فلم يمكّن السلطان الأمراء من العود للقاهرة لحضور جنازته. ودفن بخانقاته المشهورة به.
وله الجامع والحكر المشهوران به، وله حمّام أيضا.
وفيه قرّر رسلان بصل في الحجوبية الثانية، وأمر بأن يحكم بين الناس مع بيغرا الحاجب الكبير، وقرّر في إقطاع رسلان هذا طشتمر طلليه، وفي إقطاع طشتمر قبلاي (?).
[38]- وفيه مات السلطان الملك الأشرف كجك (?) ابن الناصر محمد بن قلاون، أخو السلطان، وله اثني عشر (?) سنة.
واتّهم بأنّ السلطان بعث من سرياقوس من قتله في مضجعه، وأنهم أربعة من الخدّام الطواشية.
وفيه عاد السلطان من سرياقوس من بعد ما تهتّكت المماليك السلطانية بشرب الخمور والتظاهر بالفواحش حتى صارت سرياقوس حانة.