وكانت الخدمة تقام بها. وكان اتفق الحال أن يتوجّه الأميران نوروز وشيخ إلى القاهرة مع الخليفة، ويسكن شيخ بباب السلسلة، ونوروز بدار قوصون، ثم نقض ذلك، وطلب نوروز نيابة الشام فقرّر فيه. وجعل إليه التكلّم في أمر الشام كلّه من ولاية وعزل.
وكانت ولاية بكتمر جلق نحوا من شهرين (?).
وفيه أعاد الخليفة الجلال البلقيني إلى قضاء مصر وخلع عليه بذلك.
وقرّر محمد بن محمد البصرويّ موقّع نوروز في كتابة سرّ دمشق، وصرف ابن الأدميّ (?).
وفيه وصل كتاب الخليفة ومعه كتابي (?) شيخ ونوروز إلى القاهرة. بما جرى بدمشق، والقبض على الناصر، وكان ذلك قبل قتله. وقريت على منابر جوامع القاهرة ونودي بالأمان والإطمان (?) فأخذ أسنبغا الذي أقامه الناصر بالقلعة يكذّب ذلك، وأشيع بالقلعة حتى ساسه يلبغا الناصري، فكفّ عن الفتنة (?).
وفيه صدرت الأوامر إلى البلاد عن الخليفة وجعل افتتاحها بعد البسملة: «من عبد الله ووليّه الإمام المستعين بالله أمير المؤمنين، وخليفة ربّ العالمين، وابن (?) عمّ سيّد المرسلين، المفترض طاعته على الخلق أجمعين، أعزّ الله ببقايه الدين، إلى فلان» (?).
وفيه كان الناس يتوقّعون الفتنة بين الأميرين شيخ ونوروز / 446 / حتى وقع من ولاية نوروز للشام ما وقع، فأخذ شيخ في الانفراد بتدبير المملكة، وظهر من حينئذ إقطاع جانب الخليفة، واحتال شيخ حيلا غريبة حتى طلب نوروز نيابة الشام (?).