[سلطنة شعبان]
[السلطان الملك الكامل سيف الدين شعبان
ابن الناصر محمد بن قلاون الألفي الصالحي] (?)
وقام [شعبان] إلى أمّه ومنع من إشاعة موت أخيه، ثم خرج إلى أصحابه، وقرّر أمره معهم، واستوثق لنفسه. واجتمع الأمراء عند النائب / 8 ب / فإنه طلب فما أجاب إلى التوجّه إليهم، فذكروا موت السلطان، واشتوروا فيمن يولّى. فأشار عليهم جنكلي بن البابا بأن يبعثوا للجند يسألوا منهم إن رضوا به سلطانا رضيناه، فأجاب المماليك السلطانية بأنهم رضوا لشعبان، فقام الكلّ إليه داخل باب القلّة. وكان شعبان قد تخيّل من دخولهم عيه، وجمع المماليك قبل ذلك وقال: من دخل قتلته بسيفي هذا، وأنا أجلس على الكرسي حتى أبصر من يقيمني عنه. وكان بلغ أرغون العلائي ذلك فبعث إليه من بشره وطمّن قلبه. ثم عقدوا بيعة وأركبوه بعد أن أفيض عليه شعار السلطنة، ومشى الكل بين يديه إلى جهة الإيوان. وأخذ الجاووشية في الصياح على العادة حتى قرب من الأبواب، فاستصعب عليه الفرس من صياح الجاووشية والناس، فنزل عنه ومشى مسرعا عدّة خطوات إلى الإيوان حتى صعده، فأخذ الناس يتفالون بزواله سريعا. ثم رفع إلى تخت الملك، وقام الكلّ بين يديه، وقبّلوا الأرض، وحلفوا له. وتمّ أمره في الملك. ولقّب بالكامل (?).
وفي سلطنته يقول الجماليّ بن نباتة:
يا بهجة الدهر إذ مبتداه (?) ... بكامل السعد في الطلوع
فاعجب لها حين أبدت (?) ... هلال شعبان في ربيع
وفيه في يوم الإثنين ثامنه كانت البيعة العامّة للسلطان من الخليفة والقضاة والأمراء على العادة (?).