وكان الأمراء قد بلغهم عنه حسن السيرة والديانة، وصوم يومي الخميس والإثنين، وأنه كثير تلاوة القرآن ونوافل الطاعات، سيما الصلاة، مع صيانة وعفّة، في براءته عمّا يرمى به الشباب من اللهو واللعب. وبالجملة فكان في بداية أمره عفيفا ديّنا.
وكثر في أيامه قطع الأرزاق وخروج العساكر للتجاريد، وذهاب الأموال الجزيلة، ثم طرأ عليه الشغف بالجواري والنساء، وخرج في ذلك عن الحدّ، وأفرط في حبّ اتفاق وأسرف في عطيّاتها. واستطال الخدّام من الطواشية في أيامه.
وهو الذي أنشأ الدهيشة بالقلعة وصرف عليها الكثير من المال. وكان منغّص الحياة، كدر العيشة، ما تمّ سروره بالدهيشة سوى ساعة واحدة.
ولما أحضرت رأس أخيه من الكرك جرى عليه ما تقدّم ذكره. ولا زال يتعلّل حتى بغته الأجل بعد (?) مدّة.
وكان سنّه يوم مات نحوا من عشرين سنة. وكانت مدّة سلطنته ثلاث سنين وشهران (?) وأحد عشر يوما. وانقضت كأنما لم تكن.