قال الشيخ أحمد زروق في فهرسته: الشيخ الفقيه الصالح أبو الحسن، خطيب جامع الأندلس وإمامها، انتفع به جماعة كثيرة في قراءة المدونة قال: كان يقرؤها بابن يونس، والغالب عليه المسكنة والديانة، طلب الناس منه أن يستسقي لهم فوعدهم ثالث يوم في الغد أخرج ما عنده من الزرع فتصدق به وكان كثيرًا رأيته بعيني صبرة في صحن المسجد وقال: الآن أبكي مع المسلمين ثم أستسقي لهم فما رجع إلا بالمطر. توفي سنة ستين وثمانمائة وقد طعن في السن، صليت خلفه كثيرًا وكان على جانب عظيم من الصلاح.
قال ابن غازي في فهرسته: الشيخ الأستاذ النبيل الذكي الشريف، ختمت عليه القرآن مرارًا وتمرنت عليه في الفرائض والوثائق وإعراب القرآن واستفدت منه كثيرًا، أدرك الفقيه المفتي أبا الحسن علي بن عمر، وأبا حفص الرجراجي، وأبا مهدي بن علال، وأبا يعقوب يوسف بن منحوت، وأبا زيد الجاديري وأبا وكيل ميمون، وأبا عبد اللَّه النجار، وكانت فيه دعابة، أنشدني لبعضهم:
يا معشر الإخوان أوصيكم ... وصية الوالد والوالده
لا تعملوا الأقدام إلا لمن ... كانت لكم في وصله فائده
إما لعلم تستفيدونه ... أو لكريم عنده مائده
ولد سنة تسعين وسبعمائة ومات بعد السبعين وثمانمائة بمكناسة.
الشيخ المتفنن، هكذا وقع في فهرست ابن غازي.