يسمعه يقرر الفقه ينقل اللخمي وغيره ويقريء الفنون، فكان إذا ذكر يعجب ويعجب ويرجحه عن كل علماء عمره. حدثني من أثق به من أهل بلده أنه يقريء الجن.
أخذ عنه شيخنا اليسيتني الأصلين والبيان وغيرها، وقرأ عليه معالم الفخر قراء بحث وتحقيق. توفي بقرب الستين وتسعمائة، له تآليف منها الرد على الشبوبية المرابط عرفه القيرواني وصحبه كتاب حفيل مدّ فيه النفس فما يعلم أنه من أهل التصوف، وتأليف على طريق الطوالع والمواقف سماه (البضاعة المزجاة) في غاية التحقيق والإيضاح لتلك الأغراض، وفتاوى في الفقه والكلام وغيرهما أبدع فيهما ما شاء، سأله عن بعضها الفقيه الكبير المحقق الصالح أبو زكرياء يحيى بن عمر الزواوي- اهـ.
قلت: ومن تآليفه تعليق على قول خليل، وخصصت نية الحالف، وحاشية على شرح الصفري للسنوسي أخذ عنه جماعة كعبد الكريم الفكون وأبي الطيب البسكري ويحيى بن سليمان، وأخبرني بعض أصحابنا أن وفاته سنة ستين واللَّه أعلم.
فقيه فاس وزعيم فقهاء المغرب في وقته، أخذ عنه فقهاء فاس كابنه أبي بكر وأبي بكر بن الحناط وغيرهما وتفقهوا عنه، له تعليق على المدونة، ذكره ابن سهل في مختصر المدارك. صح من خط بعض أصحابنا.
ألف برنامجًا على كتاب البيان والتحصيل، توفي سنة تسع وسبعمائة.