وثبت بما ذكر أن جميع ما في المصحف قرآن منزل، ويؤكد (?) ذلك قول ابن عباس رضي الله عنهما لما سئل هل ترك رسول الله صلى الله عليه وسلّم شيئا؟ قال: لا، إلا ما في هذا المصحف، وقال محمد بن عليّ ابن الحنفية (?) لما سئل عن ذلك أيضاً: لا، إلا ما في هذين اللوحين (?).

فهذا نفي وإثبات، فيقتضي أن جميع ما في المصحف يجري مجرى واحدا، وأن جميعه قرآن منزل، وأن ما ليس في المصحف مخالف له.

وقد روى أبو طاهر ابن أبي هاشم في كتاب " الفصل (?) " بإسناده عن القاسم (?)، عن عائشة أنها قالت: " اقرؤوا ما في المصحف (?) "

وظاهر ذلك تسويتها بين جميع ما في المصحف، والحكم بأنه كله قرآن منزل.

هذا مع أن الرجوع إلى المصحف والائتمام به إجماع، فإن المسلمين من لدن الصحابة إلى زماننا هذا يرجعون فيما ينوبهم مما يتعلّق بالقرآن إليه، ويستدلون به، فيقال للذي يخالف في إثبات الكلمة: هي مكتوبة في المصحف.

ويؤيد ذلك أيضاً أنهم لما اختلفوا في كتابة " التابوت " قالت الأنصار: بالهاء، وقال سعيد بن العاصي (?): بالتاء لم يكتبوه حتى قيل لهم: إنه أنزل بلغة قريش،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015