الحمد لله عدد خلقه وزنة عرشه ورضى نفسه ومداد كلماته، والصلاة والسلام على أشرف مخلوقاته، ملء أرضه وملء سماواته، وعلى آله وأصحابه وأتباعه وأزواجه وذرياته.
وبعد يقول محمد بن يعقوب بن محمد الفيروزاباذي نعشه الله من عثراته، وحجز بحفظه وكلاءته بينه وبين زلاته: هذا الكتاب وضعته في ذكر من نسب إلى اثنين من آبائه وأمهاته، أو إلى غير أبيه ثم جدانه، [أو] أجنبي ممن رباه أو تبناه أو غير ذلك من حالاته، وذلك لما رأيت قراء الحديث تزل مفاصلهم فيلحنون في ذلك وأخواته، فأفردته في جزء راجياً أن يكون لوجه الله تعالى بحتاً لروم مرضاته، وأسميته، "تحفة الأبيه فيمن نسب إلى غير أبيه"، ورتبه على الهجاء المشرقي لصفاء أضاته، وقدمت ذكر سيدنا محمد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم محمدٍ عليه أفضل صلوات الله وأشرف تسليماته، تشرفاً للتأليف، ولئلا يندرج اسمه الشريف بين الكتاب حيث يقتضيه ترتيب كلماته: سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، خاتم النبيين وأشرف المخلوقين، ورسول رب العالمين، صلى الله تعالى وسلم أبد الآبدين. قيل نزع في حديث هرقل: "فقال أبو سفيان بن حرب لما قرأ هرقل كتاب النبي صلى الله