يقال له حريز وهو موضع بتثليث، وبينهما فلاة من الأرض فتبعهم توبة في أناس من أصحابه حتى ذكروا له أنه عند رجل من بني عامر بن عقيل، يقال له سارية بن عويمر بن أبي عدي، وكان صديقاً لتوبة، فقال توبة: والله لا أطرقهم وهم عند سارية الليلة، حتى يخرجوا من عنده،. فأرسل توبة رجلين من أصحابه فقال: ارصدوا القوم حتى يخرجوا. وكان القوم أرادوا أن يخرجوا حين يصبحون، فقال سارية: ادرعوا الليل في الفلاة. وغفل صاحبا توبة، فلما ذهب الليل فزع توبة وقال: لقد اغتررت برجلين ما تصنعا شيئاً، وإني لأعلم أن لن يصبحوا بهذه البلدة! فاستضاء لآثارهم، فإذا هو بآثار القوم قد خرجوا، فبعث إلى صاحبيه فأتياه فقال: دونكما هذا الجمل فأوقراه من الماء ثم اتبعوا أثري؛ فإنه لا يخفى عليكما حتى تدركاني، وإني سأوقد لكما إن أمسيتما دوني.

ثم خرج توبة في إثر القوم مسرعاً حتى انتصف النهار وجاوز علماً يقال له "أفيح" في الغائط، فقال لأصحابه: هل ترون ماءً بين سمراتٍ إلى جنب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015