حمعاً، فبث السرايا في نواحيها، فأتى بمالك بن نويرة في نفر معه من بني حنظلة، فاختلف فيهم الناس، وكان في السرية التي أصابتهم أبو قتادة، فقال أبو قتادة: لا سبيل عليه ولا على أصحابه، لأنا قد أذنا فأذنوا، وأقمنا فأقاموا، وصلينا فصلوا.
وقد كان من عهد أبي بكر إلى خالد: "أيما دارٍ غشيتموها فسمعتم أذان الصلاة فيها فأمسكوا عن أهلها حتى تسألهم ما نقموا وما يبتغون، وأيما دار لم تسمعوا فيها أذاناً فشنوا الغارة عليها، فاقتلوا وحرقوا".
وقال بعض من كان في هذه السري: ما سمعناهم أذنوا ولا صلوا ولا كبروا فاختلف فيهم الناس، فأمر خالد بمالك وأصحابه فضربت أعناقهم، وتزوج أم تميم امرأة مالك، فلما سمع ذلك عمر بالمدينة تكلم في شأنهم له، فلم يزل عمر واجداً عليه حتى مات.
ومنهم:
وهو عمر بن عبد الله بن عمير بن وهب بن حذافة بن جمح، وأسره رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر، فشكا إليه بناته وسوء حاله، فرق له وأطلقه وأخذ عليه صلى الله عليه وسلم أن لا يهجوه ولا يكثر عليه، فأعطاه ذلك.
ثم إن قريشاً ضمنت له القيام ببناته وكفايته المؤونة، فلم يزالوا له حتى خرج وأسر يوم أحد، فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكا إليه نحواً مما شكا يوم بدر، فقال صلى الله عليه وسلم: "المؤمن لا يلدغ من حجرٍ مرتين" وضرب صلى الله عليه وسلم عنقه.