الطعنة، قالوا: لو قطعتها رجونا أن تبرأ منها، فقال: شأنكم! وأشفق عليه بعضهم فنهاه، فقال: الموت أهون على مما أنا فيه! فاحموا له شفرة فقطعوها، فيئس من نفسه.
وسمع أخته الخنساء تسأل: كيف كان صبره؟ فقال:
أجارتنا إنَّ الخطوب تريب ... علينا وكلًّ المخطئين تصيب
فإن تسأليني كيف صبري فإنني ... صبورٌ على ريب الزمان أريب
كأني وقد أدنوا لحزٍ شفارهم ... من الصبر دامي الصفحتين ركوب
أجارتنا لست الغداةَ بظاعنٍ ... ولكنْ مقيمٌ ما أقام عسيب
فمات فدفن هناك.
ومنهم:
وكان قتل يوم مبايض. وكان طريفٌ قتل شرحبيل أخا بني [أبي] ربيعة ابن ذهل بن شيبان. وكان الفرسان لا تشهد عكاظ إلا مبرقعة مخافة الثؤرة، وكان طريف لا يتبرقع كما يتبرقعون. فلما ورد عكاظ قال حمصيصة بن شراحيل