أسقني دمه. قال: اضرب عنقه. فضرب قبيصة عنق معين الخارجي.

فمضى المغيرة، وولي بعده زياد بن أبيه، وبعده عبيد الله بن زياد، ثم خالد ابن أسيد، ثم الضحاك بن قيس الفهري، ثم عبد الرحمن بن أم الحكم، ثم النعمان بن بشير إلى أن ولي بشر بن مروان بن الحكم، فأكرم هذا الحي من قيس وكانوا أخواله ثم بني عامر خاصة، وأكرم قبيصة بن القين الهلالي، فتقدم رجل من عمان يرى رأي الخوارج فدخل مسجد الكوفة، فأتى حلقة فيها قبيصة بن القين في صدر المجلس، فقال النعماني ليفهم: من هذا؟ فقال: قبيصة بن القين خال الأمير. قال: ما أعرفه. فقال الرجل المسئول: هذا قاتل معين الخارجي المحاربي! فأقبل على الذي يليه فسأله كما سأل الأول، فقال له مثل قول صاحبه، حتى سأل أربعة نفر، فاتفقوا على قول واحد، فلما اجتمعوا على منطق واحد انطلق إلى الصياقلة، وفي كمه نفيقة له، فطلب سيفاً صارماً، فأتى بسيف من البيض، فإذا هو شديد المتن فاشتراه وكانت الأمراء تعشي عند العصر فلا تفرغ إلا عند احمرار الشمس. فخرج قبيصة بن القين من عند بشر، فعرض له العماني فقال: أصلحك الله، إني رجل غريب ظلمني عاملي ولا أحد لي، وقد أخبرت بمكانك من الأمير. فقال: هي! وطولها وهو يسير رويداً، والعماني يتلفت يريد الخلوة من الطريق، وقبيصة يسير رويداً حتى انتهى إلى دار السمط بن مسلم، إلى زقاق يأخذ إلى بني دهن من بجيلة، فخلا له الطريق فطرح بته وقال: لا حكم إلا الله، يا ثارات معين! ثم ضربه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015