ومنهم:
وكان خطب حية بنت هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس وهي أم خالد بن يزيد بن معاوية فقال لها خالد: لا تزوجيه فإنه إنما يريد أن بضع منى. فأبت وتزوجته، فتكلم يوماً خالد ومروان حاضر، فقال هل مروان: اسكت يا ابن الرحيبة! فارتج عليه وخجل. وبلغ الخبر أم خالد، فلما انصرف إليها قالت: قد بلغني ما كلمك به الفاسق. قال خالد: قد قال لي شيئاً هو أعلم به مني. قالت: أما والله ليعلمن، فأحب أن لا يرى في وجهك غضباً. قال: مرفقة فألقتها على وجهه، ثم اضطجعت عليها، فلم تفارقه حتى لفظ عصبه.
ومنهم:
وكان سببه أن المغيرة بن شعبة أتى برجلين من الخوارج فحبسهما، وكتب إلى معاوية في أمرهما، وكان المغيرة يتقي الدماء، وكان أحد الرجلين من بني تميم والآخر من محارب، فكتب معاوية إلى المغيرة: إن شهدا أني أمير المؤمنين فخل سبيلهما، وإن أبيا ذلك فاقتلهما. فجاء بنو تميم فشهدوا على صاحبهم بالجنون فخلى سبيله. ثم دعا بالمحاربي، وكان يقال له معين وقبيصة بن القين جالس عند المغيرة فقال لمعين: أتشهد أن معاوية أمير المؤمنين؟ قال: أشهد أن بني تميم أكثر من محارب! فقام قبيصة بن القين فقال: أصلح الله الأمير،