وحكى عن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: إني لأسير بين مكة والمدينة في سحر ليلة مقمرة، إذ سمعت قائلا يقول:
ليبكِ على الإسلام من كان باكياً ... فقد أوشكوا هلكاً وما قدم العهد
وقد ولَّت الدنيا وأدبر خيرها ... وقد ملَّها من كان يؤمن بالوعد
وطلب الرجل فلم يوجد. فقلت: إني لخائفة أن يكون هذا لحدث! فلم يكن إلا أياماً حتى قتل عمر رضي الله عنه.
ومنهم:
أحد بني عبد الله بن غطفان، وكان هجا رجلاً من بني فزارة يقال له زميل بن وبير، وهو ابن أم دينار، فقال في قصيدة له طويلة:
آلي ابنُ دارةَ جهداً لا يصالحكم ... حتى ينيكَ زميلٌ أمَّ دينارِ
ثم إن ابن دارة لقي بعد ذلك زميلاً بالداءة فقال: يا زميل، ألا تفعل بأمك حتى أصالح قومي؟! فقال له زميل: معذرة إلى الله ثم إليك، إنه ليس معي ولا في رحلي إلا مخيط أشد به على وكائي. ثم لقيه مرة أخرى بشراف، فقال له