بيتاً إلا أغلقوه على أهله، وكان في علية فصعدوا إليه حتى ناموا على بابه فاستأذنوا، فخرجت إليهم امرأته فقالت: من أنتم؟ قالوا: نفر من العرب نلتمس الميرة. قالت ذاك صاحبكم فادخلوا عليه. فلما دخلوا أغلقوا الباب عليها وعليهم؛ تخوفاً من أن يكون دونه مجاولة تحول بينهم وبينه، فصاحت امرأته فنوهت بهم، وابتدروه وهو على فراشه بأسيافهم، فما دلهم عليه في سواد البيت إلا بياضه، كأنه قبطية ملقاة، فضربوه بأسيافهم، وتحامل على عبد الله بن أنيس في بطنه بسيفه حتى أنفذه وهو قطني قطني! ثم رجعوا أدراجهم وقد قتلوه.
ومنهم:
وكانت زينب بنت الحارث اليهودية، امرأة يلام بن مشكم، أهدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر شاة مصلية، وقد سألت قبل ذلك: أي عضو في الشاة أحب إلى محمد؟ فقيل لها: الذراع. فأكثرت فيه من السم، ثم سمت سائر الشاة، ثم جاء بها حتى وضعتها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فتناول عليه الصلاة والسلام الذراع فلاك منها مضغة فلم يسغها، ومعه بشر بن البراء، وقد أخذ منها كما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلفظها،