شهدت على أحمد أنه ... رسول من الله باري النسم

فلو مد عمري إلى عمره ... لكنت وزيراً له وابن عم

وقد ذكر بعض أهل المقالات أن عبد المطلب بن هاشم كان من المهتدين في الدين، واستدل بأنه أجيب لما سأل، وسقي حين ابتهل، وذكر سيف ابن ذي يزن، وحزن على فوته أشد الحزن، وأكد له العهود، وحذره عليه اليهود.

ولما دعوا دخلوا في الدين أفواجاً، وأتوه أزواجاً، إلا من أدركته النفاسة، وحب الرياسة، وسبقت عليه الشقوة، وورم أنفه من النخوة، كأبي جهل ابن هشام، وعامر بن الطفيل، وأمية بن أبي الصلت وغيرهم.

وقال معاوية في كلام له مشهور: فما كان إلا كغرار العين حتى جاء نبي لم يسمع الأولون بمثله، ولا سمع الآخرون به، ولقد كنا نفخر بذكره على من نطرأ عليه [ويطرأ علينا] وإنا لنكذبه، ونتبجح بذكره وإنا لنحاربه.

هذه لمعٌ من أمور الجاهلية، وطرف من مفاخر الأولية، إن أنصفت نفسك، أو صدقت حسك، عرفت أين يقع منها مفاخروها، وهل يشق غبارها مجاورها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015