وتتخاسف، وكل بصاع هذا التخليط، من هذه الأغاليط، لا يعرفون رشداً، ولا يهتدون قصداً.

هذا مقدار عقول حكمائك، ونهاية آراء علمائك، وهذا قليل من كثير هذيانهم، وأوار من عوار غليانهم، فإن قلت: فإن العرب أيضاً كانت تعبد الأصنام؟ فنحن ما أحمدنا لك دينها، ولا رضينا يقينها، بل نعلم أن من قال منها بالإشراك، فقد قصر في الإدراك، وهي على كل حال تذكر الله تعالى، كما قال عز وجل: (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله) وقالوا: (ما نعبدهم إلا ليقرّبونا إلى الله زلفى) . وكثير من يقر بالبعث والجزاء. ويعترف بالحشر واللقاء. وكان منهم من رغب عن عبادة الأوثان. وتفرقوا في الأديان، فكانت حمير على دين موسى، وكان بنو الديان وأهل نجران وتغلب وغسان على دين عيسى، وكانت فيهم الملة الحنيفية الإسلامية، والشريعة الإبراهيمية، ومن أهلها كان قس بن ساعدة الإيادي، ورقة بن نوفل الأسدي، وزيد بن عمرو من بني عدي، وقتلته الروم لذلك. وقد قيل، في خالد بن سنان ما قيل.

وكان أبو كرب الحميري أحد التبابعة قد آمن برسول الله عليه السلام، قبل مبعثه بسبع مائة عام، وقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015