دخلتم في الدين قطعت استاهكم، وإن خرجتم منه أخذت التي فيها شفاهكم، وكنت أنت من رذايا تلك السبايا، ومن عبايا تلك الخبايا، ومن خطايا تلك العطايا، فلا تحرد حرد المقهور، ولا تضجر ضجر المبهور، ولا تحنق حنق الأسير [على القد] ، ولا تغضب غضب المستقي على العد، ولا بأس عليك فقبلك قصروا الأمم، وهصروا القمم، وهم أبكار الزمان، وأفكار الأوان، لهم العرب العاربة، ومنهم عاد الغالبة، ذات الأحلام السداد، والأجسام الشداد، وإرم ذات العماد، التي لم يخلق مثلها في البلاد، ومنهم لقمان صاحب النسور، وباني القصور، ومنهم ثمود الذين جابوا الصخر بالواد، ونحتوا البيوت في الأطواد، والعمالقة والفراعنة أنتم لها أكَّارون، وحربة عكارون، والتبابعة، والمرابعة، وذو القرنين صاحب السد، وشمؤ مخرب سمرقند، قال الله تعالى: (أهم خير أم قوم تبع) ، فضربهم مثلاً في الجلالة. ولهم الملوك من حمير والمقاول [من كهلان] :
كانوا سماء الورى قبل النبي وهم ... لما أتى الحق فيهم أنجم زهر
سموا بملكهم قبل الهدى وسموا ... مع الهدى فهم آووا وهم نصروا