فلان برأيه، إذا لم يستعن أحدا على ما يريد. والمبتل: المفرد اه.
ويؤخذ منه أن تاءه أصلية، ووزن تلميذ فعليل، وأن له فعلا متصرفا هو تلمذه كدحرجه، بمعنى خدمه، يتلمذه كيدحرجه، تلمذة وتلماذا، كدحرجة ودحراجا، فهو متلمذ كمدحرج بمعنى خادم، وذاك متلمذ أي جعل خادما.
وإطلاق التلميذ على المتعلم صنعة أو قراءة، لأنه في الغالب يخدم أستاذه.
وقول الناس: "تلمذ له" و "تلمذ منه" بتشديد الميم، خطأ، لأنهم توهموا أن التاء زائدة، وليس كذلك، وصوابه "تلمظ له" و "تلمظ منه" بالظاء المشالة المعجمة. ولمظه أي أطعمه وأذاقه. والتلمظ: تتبع اللسان بقية الطعام في الفم. وقد يكني به عن الأكل، استعير للتعليم شيئا فشيئا.
والتلميذ يجمع على تلاميذ، فإن فعليلا يجمع على فعاليل، كبرطيل وبراطيل، وعفريت وعفاريت، وقنديل وقناديل، وإصليت وإصاليت، وإبريق وأباريق، ومنديل ومناديل. وأما قولهم في جمعه "تلامذة" فعلى توهم أنه اسم أعجمي، فإن الهاء في الجميع تكون في أحد ثلاثة مواضع: (أحدها) الاسم الأعجمي المعرب، سواء كانت للتعويض عن مدة نحو أستاذ وأساتذة، أم لا نحو موزج وموازجة، وكيلجة وكيالجة. (ثانيها) للتعويض عن ياء النسب في المفرد، نحو أشعثي وأشاعثة، ومهلبي ومهالبة، وأزرقي وأزارقة. (ثالثها) للتعويض [إما] عن ألف خامسة جوازا نحو حبنطي وحبانطة، وعفرني وعفارنة، وإما عن [عين] مضاعفة نحو جبار وجبابرة. وفي غير هذه المواضع الثلاثة قليل نادر كفحولة وحجارة. قيل: وقد يرخم التلاميذ في الشعر على تلام، كقول الطرماح:
تتقي الشمس بمدريَّةٍ ... كالحماليج بأيدي التلام