سمة الله تَعَالَى بِأَن فَضلهَا على الْأَعْمَال فموقف الْحَج نطق بِهِ الْكتاب وموقف الْوتر نطق بِهِ لِسَان رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وللعباد فِي هذَيْن الموقفين من الله نوال وقرات أعين لَا يخْطر على قلب بشر فموقف الْحَج موقف المباهاة موقف الْإِسْلَام أَلا ترى أَنه يُقَال حجَّة الْإِسْلَام وقف العَبْد ليسلم إِلَيْهِ رقبته عبودة ليتخذه عبدا فباهى الله بِهِ فِي سمائه وَهَبَطَ إِلَى سمائه العبيد ليطلع إِلَيْهِم ويباهي بهم مَلَائكَته والمباهاة أَن يُرِيهم بهاء الْإِسْلَام الَّذِي على عبيده فِي تسليمهم النُّفُوس إِلَيْهِ معتذرين منعرضين ملقين بِأَيْدِيهِم إِلَيْهِ سلما رافعي أَيْديهم إِلَيْهِ طَمَعا فَيَقُول للْمَلَائكَة انْظُرُوا إِلَى عَبِيدِي فَتلك المباهاة وموقف الْوتر موقف هَدَايَا الْمعرفَة للأولياء والأصفياء وَحُرْمَة الْإِسْلَام للصادقين الْمُجْتَهدين وَالرَّحْمَة الْعَامَّة الْمُوَحِّدين فَيدْخل من ذَلِك الْموقف على الله بِالتَّكْبِيرِ وَيقف بَين يَدَيْهِ فِي الْقُنُوت يرفع إِلَيْهِ رغباته وَيعْتَذر إِلَيْهِ من عمل نَهَاره من تَقْصِيره وتفريطه ويفتقر إِلَى الله تَعَالَى ويتباءس ويتمسكن ويتخشع ويتضع ويتعوذ من الْأَهْوَال والأخطار الَّذِي هُوَ عَلَيْهَا وَيخرج مِنْهُ ثَنَاؤُهُ على ربه ومحامده لَهُ وَذكر آلائه وَبث مننه وَنشر صنائعه واعتراف بمساوئه واعتذار وتوبة إِلَيْهِ وقربة إِلَيْهِ وتنصل بالاستغفار وترض وملق وتضرع واستعاذة بالمعاذ وتختيم بِالْكَلِمَةِ الَّتِي بهَا يُسْتَجَاب وَيخَاف مِمَّا خص الله تَعَالَى هَذِه الْأمة
قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمرنِي جِبْرِيل ولقاني عِنْد فراغي من فَاتِحَة الْكتاب وَعند الدُّعَاء آمين وَقَالَ إِنَّه كالطابع على الْكتاب