غياثا لَهُم ليطفئوا بهَا حريقهم وَمَا من صَلَاة يدْخل وَقتهَا إِلَّا قَالَ أهل السَّمَاء يَا بني آدم قومُوا إِلَى نيرانكم فأطفئوها فصرن هَذِه الْخمس مكتوبات والعهد فِي الْكتاب فَإِذا أَوْفوا بالعهود أوجب لَهُم الْجنَّة ثمَّ كَانَ من عطفه أَن زادهم صَلَاة الْوتر على لِسَان رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

فالصلوات الْخمس تَكْفِير لسيئآتهم وَفِي ذَلِك الْموقف من الْوتر نوال تملأ مِنْهُ رغبتهم ومركز يَجدونَ مِنْهَا معاذاتهم فالنوم بعد النوال أفضل من أَن يؤخرها إِلَى آخر اللَّيْل فَإِذا أوتر أول اللَّيْل عرجت نَفسه إِلَى الله فِي منامها مَعَ الْفَوْز بالنوال والمعاذ فَلذَلِك أوصاه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن لَا ينَام إِلَّا على وتر فَكَانَ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ يُوتر قبل أَن ينَام فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (مَتى توتر يَا أَبَا بكر) قَالَ فِي أول اللَّيْل قَالَ أخذت بالحزم وَقَالَ لعمر رَضِي الله عَنهُ مَتى توتر يَا عمر قَالَ آخر اللَّيْل قَالَ (أخذت بِالْقُوَّةِ)

فالحزم احْتِيَاط وثقة وَالْقُوَّة ملكة النَّفس وَأَبُو بكر لاحظ كنه الْوتر وَلِهَذَا قَالَ أحرزت نهى وابتغي النَّوَافِل مَعْنَاهُ أَن فِي موقف الْوتر نثار الله وغنمه فينتهبه ويبتغي فِيمَا بَقِي من اللَّيْل نوافل الرب وَعمر لاحظ السَّاعَة الَّتِي يُؤَدِّي فِيهَا الْوتر من سَاعَات اللَّيْل وَهِي السَّاعَة الَّتِي آثرها الله فهبط إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا واطلع على عباده وناداهم وَهِي سَاعَة اهتز لَهَا الْعَرْش واشتغلت الْمَلَائِكَة فِي صفوفها وانقطعت صلَاتهم لما رَأَوْا من هبوط الرب إِلَى سَمَاء الدُّنْيَا سَمَاء العبيد واطلع عَلَيْهِم وناداهم وَقد جعل الله تَعَالَى للعباد موقفين موقف فِي كل سنة من تَاسِع ذِي الْحجَّة وَهُوَ موقف الْحَج وموقف فِي كل لَيْلَة بعد صَلَاة الْعشَاء فِي الرَّكْعَة الَّتِي وسمها بالوترية تِلْكَ رَكْعَة عَلَيْهَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015