الرجل ولأقطعن من مَاله مَالا عَظِيما فَأقبل إِلَيْهِ فَقَالَ يَا لُقْمَان ذكر لي مَعْرُوفك وَأَنا رجل أسكن كَذَا وَكَذَا من سَاحل الْبَحْر وتجارتي فِيهِ فَإِن رَأَيْت أَن تقرضني قرضا أصبت فِيهِ ثمَّ أؤديه إِلَيْك فعلت قَالَ نعم وَكم تُرِيدُ فَسمى لَهُ فَأكْثر قَالَ نعم أما أَنِّي لست أَسأَلك جميلا حميلا وَلَا آخذ مِنْك رهنا أتأخذه بأمانة الله أَن تُؤَدِّيه إِلَى عَام قَابل فِي هَذَا الْيَوْم قَالَ نعم فَدفع إِلَيْهِ مَا سمى وَكتب عِنْده اسْمه وَاسم أَبِيه ومنزله الَّذِي سمى

فَذهب بِالْمَالِ فَوضع يَده فِيهِ وخلطه بِمَالِه وعزم أَن لَا يُؤَدِّيه إِلَيْهِ وَأدْركَ ابْن للقمان فَقَالَ يَا أَبَت إِنِّي أُرِيد أَرض كَذَا وَكَذَا وَإِن رَأَيْت أَن تَأذن لي فعلت قَالَ نعم يَا بني إذهب فاحمل على دوابك وَشد عَلَيْك ثِيَابك ثمَّ ائْتِنِي أوصيك بوصيتي فَفعل ذَلِك ابْنه ثمَّ أَتَاهُ فَقَالَ قد فعلت يَا أَبَت قد حملت على ظَهْري وشددت عَليّ ثِيَابِي فأوصني قَالَ نعم يَا بني إِن فِي طريقك مفازة فأبكر فِيهَا الدلجة فَإِنَّهُ ستعرض لَك شَجَرَة وَاسِعَة الظل تحتهَا عين فَلَا أعلمن مَا قربت الشَّجَرَة وَلَا نزلت تحتهَا يَا بني إِنِّي أَرْجُو أَن يخْرجك الله مِنْهَا سالما فتأتي حَيّ بني فلَان وهم لنا أصدقاء قد أعلم أَنهم سيكرمونك يَا بني وَفِيهِمْ امْرَأَة شَابة كَرِيمَة الْحسب كَثِيرَة المَال وَقد أعلم أَنهم سيعرضونها عَلَيْك فَلَا أعلمن نكحتها وَلَا ضمنت لشَيْء من أمرهَا يَا بني أَرْجُو أَن يسلمك الله مِنْهَا وَإِن رجلا يسكن سَاحل كَذَا وَكَذَا وَقد أَتَانِي مُنْذُ حِين فاقتطع من مَالِي كَذَا وَكَذَا وَهَذَا اسْمه وَاسم أَبِيه فأته فاقبض مَا عَلَيْهِ وَلَا تبت عِنْده

طور بواسطة نورين ميديا © 2015